ازاي ممكن تثبت جرائم السب والقذف ؟
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام، أصبحت الخلافات والمشادات لا تقتصر على الواقع، بل امتدت إلى العالم الرقمي، حيث يُساء استخدام الكلمات والصور والرسائل في توجيه الإهانات والاتهامات.
في هذا المقال، نستعرض كيف يتعامل القانون المصري مع جرائم السب والقذف الإلكتروني، وكيف يمكن لأي شخص أن يثبت تعرضه لتلك الجريمة ويطالب بحقه أمام القضاء.
🔹 أولًا: تعريف السب والقذف في القانون المصري
السب: هو توجيه عبارات تحمل إهانة أو تحقير لشخص، دون أن تتضمن إسناد واقعة محددة يُعاقب عليها القانون.
👉 مثال: "أنت شخص وسخ – قليل الأدب"
القذف: هو إسناد واقعة مُعينة لشخص لو صحّت تستوجب العقاب أو تؤدي للاحتقار.
👉 مثال: "فلان سرق – فلان نصّاب".
📌 الفرق الأساسي: القذف يتضمن واقعة محددة، أما السب فهو إهانة عامة.
🔹 ثانيًا: الإطار القانوني
المادة ٣٠٢ من قانون العقوبات تُعرّف القذف.
المادة ٣٠٣ و٣٠٦ و٣٠٨ تحدد العقوبات.
قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 أضاف وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة يُعتد بها في وقوع الجريمة.
✅ أي سب أو قذف يحصل عبر "واتساب – فيسبوك – تويتر – ماسنجر – إنستجرام" يدخل ضمن الجريمة إذا توافرت الشروط القانونية.
🔹 ثالثًا: كيف تثبت جريمة السب أو القذف عبر الإنترنت؟
لإثبات الجريمة يجب القيام بالآتي:
توثيق الواقعة:
تصوير المحادثة أو المنشور سكرين شوت.
يفضَّل أن يكون موثَّقًا من جهة رسمية (مثل خبير تقني أو موثق إلكتروني معتمد).
في حالة "الستوري" أو الرسائل المؤقتة، يجب التصوير فورًا قبل الحذف.
تحرير محضر في قسم الشرطة أو النيابة:
بيان الواقعة.
إرفاق الصور أو الرسائل المسيئة.
طلب فحص فني من مباحث الإنترنت:
لتحديد مصدر الرسالة، الحساب المستخدم، وعلاقته بالمتهم.
يمكن استدعاء صاحب الحساب للتحقيق، حتى لو استخدم اسمًا مستعارًا.
إثبات الضرر:
يُفضَّل تقديم ما يثبت وقوع ضرر مادي أو معنوي (مثل فقدان وظيفة، أو إيذاء نفسي).
🔹 رابعًا: العقوبات القانونية
وفقًا لقانون العقوبات المصري:
السب: الحبس مدة تصل إلى سنة وغرامة تصل إلى 10,000 جنيه.
القذف: الحبس من 6 شهور إلى سنتين وغرامة قد تصل إلى 20,000 جنيه.
في حالة ارتكاب الجريمة عبر وسائل إلكترونية، قد تُضاعف العقوبة بحسب قانون الجرائم الإلكترونية.
🟥 إذا كان السب أو القذف موجّهًا إلى موظف عام بسبب وظيفته، تكون العقوبة مشددة.
🔹 خامسًا: هل يجوز التنازل أو التصالح؟
نعم، تعتبر جريمة السب والقذف من الجرائم التي تقبل التصالح، ويمكن للمجني عليه التنازل في أي مرحلة من مراحل الدعوى، ما لم تقترن بجرائم أخرى (مثل التهديد أو الابتزاز).
🔹 سادسًا: نصائح قانونية مهمة
لا ترد بالإهانة على الإهانة، حتى لا تتحول من مجني عليه إلى متهم.
احرص على توثيق أي إساءة فور حدوثها.
لا تعتمد فقط على سكرين شوت، بل حاول الحصول على تقرير فني معتمد.
لا تتردد في استشارة محامٍ متخصص في قضايا الإنترنت والجرائم الإلكترونية.
🔚 خاتمة
جريمة السب والقذف عبر الإنترنت أصبحت شائعة جدًا، لكن القانون المصري أصبح أكثر صرامة في مواجهتها. لا يوجد ما يُسمى "حرية إهانة"، ووسائل التواصل الاجتماعي ليست ساحة خارج القانون.
📌 كرامتك مصونة بالدستور... والقانون أداة لحمايتها